يُقدر عدد سكان قارة آسيا بحوالي 4.46 مليار شخص؛ ويتحدثون ما يقرب 2300 لغة تُصنف ضمن العديد من المجموعات اللغوية. ومن العائلات اللغوية الأكثر أهمية بها الأسترو آسيوية والأسترونيزية والقوقازية والدرافيدية والهندو-أوروبية والأفرو-آسيوية والأتراكيّة والصينية التبتية والكرا داي. من بين هذه العائلات لغات تُنطق ولا تكتب.

وقد أردنا تبسيط توزيع اللغات الآسيوية، ولذا قدمنا هنا وصفًا موجزًا لكل مجموعة من هذه المجموعات اللغوية على النحو التالية:

الصينية التبتية

هناك أكثر من 400 لغة مختلفة ضمن عائلة الصينية التبتية. ويتحدث حوالي 1.3 مليار شخص باللغة بالصينية الأصلية. ومن بين اللغات التي تنتمي إلى عائلة الصينية التبتية ويتحدث بها الكثير من الشعوب اللغة البورمية (يتحدث بها 33 مليون فرد وهي لغتهم الأم) واللغات التبتية (يتحدث بها 6 ملايين فرد). ويتواجد الناطقون باللغات الأخرى المندرجة ضمن هذه العائلة اللغوية في منطقة الهيمالايا وسلاسل جبال جنوب شرق آسيا والحدود الشرقية لهضبة التبت. يتواجد في معظم هذه الأماكن مجتمعات صغيرة للغاية تتحدث لغات مختلفة ولا تتواجد إلا في المناطق الجبلية النائية.

الهندو-أوروبية

تمثل اللغات الهندو إيرانية الفرع الأكبر والأكثر أهمية داخل عائلة اللغات الهندو-أوروبية. فهي لا تضم اللغات الإيرانية فحسب، ولكنها تضم أيضًا لغات منطقة جنوب آسيا، ومنها اللغات الهندية الأكثر انتشارًا مثل الهندية والأوردو والبنغالية والأوديا والأساميزية والبنجابية والسندية والكشميرية والماهاراشترية والكجراتية والسنهالية وعدد من اللغات الأخرى (الفارسيّة والكردية والبشتوية والبلوشية واللغات الأخرى المنطوقة السائدة في إيران والأناضول وبلاد الرافدين ووسط آسيا والقوقاز وأجزاء من جنوب آسيا).

اللغات الألطية

خاض علماء اللغة لفترة طويلة العديد من النقاشات حول أصل عائلة اللغات الألطية، لأن تحديد أصلها سيسهل توحيد عدد من العائلات اللغوية الأصغر حجمًا ولكنها عائلات مهمة ومتباينة موزعة في جميع أنحاء مناطق وسط آسيا وجنوبها. وتضم هذه المجموعة اللغات الأتراكيّة والمنغولية والتونغوسية (ومن بينها لغة المانشو) والكورية واليابانية. ومع ذلك، كانت الأغلبية في السنوات الأخيرة تشير إلى هذه اللغات على أنها لغة واحدة.

المونية الخميرية

تُشكل اللغات المونية الخميرية عائلة اللغات التي يُشار إليها معًا باسم الأسترو آسيوية، وذلك في الجنوب وجنوب شرق آسيا. وقد اعتمُدت اللغتين الفيتنامية والخميرية وأصبحتا معترفين بهما رسميًا (الكمبودية).

كرا-داي

تُمثل مناطق جنوب الصين وشمال شرق الهند وجنوب شرق آسيا الموطن الأصلي للناطقين بعائلة لغات "كرا داي"، والمعروفة أيضًا باسم "تاي كاداي". وقد اعتُمدت اللغتين اللاوية والتايلندية (تُعرف أحيانًا باسم "السيامية") بأنها من اللغات الرسمية داخل هذه المجموعة.

اللغات الأسترونيزية

تنتمي اللغات الرئيسية في جنوب شرق آسيا البحري إلى عائلة اللغات الأسترونيزية، ومن بينها الفيجية (فيجي) والبيكول (الفلبين) والسيبوانية (الفلبين) والتاغالوغية (الفلبين) والملايوية (ماليزيا) (ماليزيا وسنغافورة وبروناي). كما تضم هذه العائلة لغات آسيوية كثيرة الاستخدام بالإضافة إلى لغات أقل استخدامًا دون تجاهل أهميتها مثل الجاوية والسوندية والمادوراسية.

عائلات لغات سيبيريا

يتحدث سكان شمال آسيا اللغات الألطية (تُمثل فيها اللغات التونغوسية جزءًا ضئيلًا من عائلة لغات سيبيريا)، والعديد من مجموعات اللغات الصغيرة والمنعزلة. ومن أمثلة هذه المجموعات اللغات الأورالية في غرب سيبيريا (المجرية والفنلندية في أوروبا)، واللغات الينيسية (المرتبطة باللغات الأتراكيّة والأثاباسكان في أمريكا الشمالية) ولغات اليوكاغير، ونيفك في سكالين وآينو في شمال اليابان، وتشوكوتكا-كامتشاتكا في أقصى شرق سيبيريا والقليل من الأسكيمو أليوتية. ذكر بعض اللغوين أن اللغات الكورية أقرب إلى اللغات الباليو سيبيرية القديمة من اللغات الألطية. ونود التنويه هنا أيضًا أن لغة روان روان المنغولية المنقرضة غير مصنفة وليست لها أي روابط جينية معروفة.

عائلات اللغات القوقازية

تمثل اللغات الكارتفيلية مثل اللغة الجورجية ولغة شمال شرق القوقاز، واللغات الداغستانية مثل اللغة الشيشانية، ولغات شمال غرب القوقاز مثل اللغات الشركسية أصغر ثلاث عائلات لغوية موجودة في القوقاز. وقد تكون هناك صلة بين العائلتين الأخيرتين. كما يُمكن أن تكون اللغات الحورو أورارتية المنقرضة حديثًا ذات صلة أيضًا.

اللغات الدرافيدية

تنتشر لغات مثل الغوندية والبراهوية في وسط الهند وباكستان، بينما تنتشر العائلات اللغوية الدرافيدية الأكبر مثل التاميلية والكنادية والتيلوغوية والماليالامية في جنوب آسيا بالهند وأجزاء من سريلانكا.

الأفرو-آسيوية

تُمثل عائلة اللغات السامية فرعًا من فروع اللغات الأفرو-آسيوية (يُطلق عليها أيضًا اللغات الحامية السامية). ومن الأمثلة على اللغات السامية المنتشرة في غرب آسيا اللغات العربية والعبرية والآراميّة

بالإضافة إلى اللغات المنقرضة مثل الأكدية.

والآن فكّر معنا، ما اللغة الأكثر استخدامًا في آسيا؟

الصينية:

إجابة صحيحة، إنها اللغة الصينية، فهي اللغة الأكثر انتشارًا في آسيا، ويتحدث بها مليار ناطق أصلي في آسيا و1.2 مليار ناطق أصلي في جميع أنحاء العالم.

هناك العديد من اللهجات في اللغة الصينية. إن الماندرين الصينية هي اللغة الرسمية في الصين، وكيف لا وهي اللغة الأكثر استخدامًا هناك. يفهم حوالي 51% من سكان القارة الماندرين. ولا يجب أن ننسى بعضًا من أهم اللهجات الصينية في العصر الحالي وهي "وو" و"مين" و"يوي".

الهندية:

يتحدث باللغة الهندية أكثر من 550 مليون ناطق أصلي حول العالم، ما يجعلها تحتل المركز الرابع من حيث اللغات الأكثر استخدامًا. وهي اللغة الأكثر انتشارًا في الهند، ويعود أصلها إلى اللغة السنسكريتية، وهي لغة قديمة في الهند. ومن بين اللغات المنتشرة في الهند البنجابية، والتاميلية، والتيلوغوية. تُستخدم اللغة الهندية للتواصل في منطقة الحزام الهندي، والتي تمتد عبر المركز الجغرافي للبلاد، واستوحي اسم المنطقة من لغتها. كما تتواجد في هذه المنطقة أيضًا اللغة الهندية، والتي يفهمها سكان الهند جيدًا. إن هذا التقارب بين هاتين اللغتين يُسهل على المتحدثين بهما فهم بعضهم جيدًا.

الروسية:

هناك 260 مليون متحدث روسي في جميع أنحاء آسيا. ولن يكون هذا غريبًا إذا علمنا أن روسيا هي أكبر بلد في العالم (من حيث المساحة). كما أن البلدان التي كانت في يوم من الأيام تابعة للاتحاد السوفيتي ما زالت تستخدم اللغة الروسية كلغة رسمية. ومن بين هذه البلاد كازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان وكذلك إقليم جورجيا المتنازع عليه. نضيف على ما سبق أن الأمم المتحدة اعتمدت اللغة الروسية كأحد لغاتها الرسمية.

الإندونيسية:

اللغة الإندونيسية هي واحدة من اللغات الأكثر انتشارًا على مستوى العالم. وهي اللغة الرسمية في إندونسيا، وتشبه إلى حد كبير اللغة الملايوية، وتندرج ضمن عائلة اللغات الأسترونيزية التي استُخدمت لفترة طويلة باعتبارها لغة التواصل الدولية الفعلية للبلد.

تحتل إندونسيا المرتبة الرابعة على مستوى العالم من حيث عدد السكان، حيث يبلغ سكانها 275 مليون شخص. يتحدث مظم الإندونيسيين واحدة من لغات السكان الأصليين للبلد البالغ عددها 700 لغة، مثل الجاوية أو السوندية.

تُستخدم الإندونيسية كلغة رسمية في قطاعات التعليم والإعلام والحكومة والمحاكم ومعظم القطاعات الإدارية والقضائية.

البنغالية:

البنغالية هي اللغة الأصلية والرسمية والأكثر استخدامًا في بنغلاديش، وتحتل المرتبة الثانية من بين 22 لغة معترف بها رسميًا في الهند. يتحدث حوالي 98% من السكان اللغة البنغالية باعتبارها لغتهم الأم وفقًا لآخر تعداد سكاني في بنغلاديش. هناك حوالي 300 مليون ناطق أصلي يتحدثون اللغة البنغالية و37 مليون يستتخدمونها كلغة ثانية في العديد من مناطق الهند، ومن بينها البنغال الغربية وترايبورا وآسام وجزر أندمان ونيكوبار وجاركاند.

اليابانية:

يحتاج تعلم اللغة اليابانية إلى الكثير من الجهد. غير أن ذلك لم لمنع الطلاب من خوض هذه التجربة. يحرص الكثيرون على تعلم هذه اللغة بسبب الشهرة الواسعة النطاق لأشكال ثقافة البوب اليابانية العديدة والتي من بينها الأفلام، والأغاني، وألعاب الفيديو، والرسوم المتحركة.

تشتهر اليابان بأنها من أهم البلدان جذبًا لمجال التوطين اللغوي، لأنها ثالث أكبر سوق على مستوى العالم. وقد كان لاقتصادها القوي والموثوق فيه وقوتها الشرائية الضخمة العامل الأهم في أهميتها تلك.

وعلى الرغم من كله هذه المزايا، إلا أن العديد من الشركات التجارية ليست مؤهلة لدخول هذه السوق. هنا تبدأ مشكلات الحواجز اللغوية والثقافية في الظهور. تشتهر السوق اليابانية بمعاييرها العالية وقوتها، وهذا واضح إذا علمنا بوجود 120 مليون ناطق أصلي باللغة اليابانية. وقد كانوا دائمًا حريصين على شراء المنتجات ذات الجودة العالية التي تُنتجها بلدهم. كما أنهم ليسوا على دراية قوية باللغة الإنجليزية.

وبالنظر إلى هذه العوامل، يتبين لنا أن مرحلة التوطين اللغوي أصحبت ضرورية لكل شركة تجارية تطمح في اقتحام السوق اليابانية. يسعى العميل الياباني دائمًا إلى أعلى جودة، وهنا يكمن التحدي الذي نحب مواجهته والنجاح فيه.

البنجابية:

تُصنف اللغة البنجابية ضمن اللغات الهندو-أوروبية، ويتحدث بها أكثر من مائة مليون ناطق أصلي في جميع أنحاء آسيا.

البنجابية هي اللغة الرسمية في ولاية البنجاب الهندية، وتُستخدم على نطاق واسع في الإعلانات والمنشورات والأفلام وحتى مواصفات المنتجات. وهناك بعض الشركات التي تود الاستفادة من خدمات الترجمة البنجابية لزيادة شهرة علاماتها التجارية العالمية والمبيعات.

جدير بالذكر أن البنجابية هي ثالث أكثر اللغات استخدامًا في كندا، بعد اللغتين الإنجليزية والفرنسية، واللغة الرابعة الأكثر انتشارًا في المملكة المتحدة.

الفلبينية:

يعيش حوالي 93 مليون ناطق أصلي بالفلبينية في جميع أرجاء قارة آسيا.

وتشتهر هذه اللغة بالتاغالوغية، وهنا نوضح أن اللغة التاغالوغية هي اللغة الأصلية بينما الفلبينية ما هي إلا نسخة مُعدلة منها. وفقًا لأحدث الإحصاءات، يتحدث ثلث سكان الفلبين اللغة الفلبينية باعتبارها لغتهم الأولى، بينما يتحدث بها حوالي 45 مليون شخص باعتبارها لغتهم الثانية.